أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في رسالة وجهها بمناسبة يوم البيئة العالمي، أن "هذا الكوكب هو موطننا الوحيد"، محذرا من أن "النظم الطبيعية للأرض غير قادرة على مسايرة مطالبنا"، وشدد على أنه "من الأهمية بمكان أن نحمي صحة الغلاف الجوي للكوكب، وأن نحمي ثراء وتنوع الحياة على الأرض، ونظمها الإيكولوجية، ومواردها المحدودة، غير أننا متقاعسون في القيام بهذه الأمور".
وحذر من أننا "نطلب الكثير من كوكبنا لنحتفظ بأساليب حياة غير مستدامة. وهذا لا يؤذي الأرض فحسب، بل يؤذينا نحن أيضا"، وأوضح أن "البيئة الصحية ضرورية للناس جميعا ولتحقيق أهـداف التنمية المستدامة، ومنها الغذاء، والمياه النظيفة والأدوية، وهي التي تنظم المناخ وتوفر الحماية من الظواهر الجوية القصوى".
وأشار غوتيريش، إلى أنه "من الضروري أن ندير الطبيعة بحكمة، وأن نضمن العدل في الاستفادة من خدماتها، ولاسيما لأكثر الناس والمجتمعات ضعفا"، وأضاف أن "أكثر من مليون من الأنواع النباتية والحيوانية تواجه خطر الانقراض، والكثير منها سينقرض في غضون عقود، وأن ما يقرُب من نصف البشرية يوجد بالفعل في منطقة الخطر المناخي أي 15 مرة أكثر عرضة للوفاة من آثار مناخية، مثل الحرارة الشديدة والفيضانات والجفاف".
وذكر أنه "علينا جميعا أن نتحمل مسؤولياتنا لتجنب الكارثة التي تحملها إلينا الأزمات الثلاث: تغير المناخ، والتلوث، وفقدان التنوع البيولوجي"، وتابع: "كما يتعين على الحكومات أن تعطي الأولوية على وجه الاستعجال للعمل المناخي وحماية البيئة باتخاذ قرارات في مجال السياسة العامة، تشجع التقدم المستدام".
واقترح الأمين العام لتحقيق هذه الغاية، "خمس توصيات عملية للرفع إلى حد بعيد من وتيرة الأخذ بالطاقة المتجددة في كل مكان، بما في ذلك إتاحة ما يتعلق بالطاقة المتجددة من تكنولوجيات ومواد خام للجميع، والحد من التعقيدات البيروقراطية، وإعادة توجيه الإعانات المالية، ومضاعفة الاستثمار ثلاث مرات"، مطالبا مؤسسات الأعمال التجارية بأن "تضع الاستدامة في الصميم من ممارساتها في اتخاذ القرارات، في سبيل الإنسانية، ولمصلحتها هي في نهاية المطاف".
بدورها، لفتت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة إنغر أندرسن، إلى أن "اليوم العالمي رأى النور في مؤتمر الأمم المتحدة لعام 1972 في العاصمة السويدية، انطلاقا من فهم أننا نحتاج إلى العمل معا لحماية الهواء والأرض والماء الذي نعتمد عليه جميعا".
وأوضحت أن "اليوم، ونحن نتطلع إلى حاضر ومستقبل مليء بموجات الحر والجفاف والفيضانات وحرائق الغابات والأوبئة والهواء الملوث والمحيطات المليئة بالبلاستيك، أضحت أفعالنا أكثر أهمية من أي وقت مضى، ونحن نسير عكس عقارب الساعة".